الاثنين، 19 أغسطس 2013

لماذا يُحَب المنصت

يحب الناس المنصت لأنه المغناطيس الذي يلجأ اليه الناس لتفريغ همومهم وأحزانهم وحتى أفراحهم.. فهو الذي يشعرهم في كنفه بالاحتضان والتقدير.. فما أجمل أن ترى أذنا صاغية بهدوء ووقار لشخص يكاد يضيع بالغضب او الحزن ذرعا.. انها خدمة جليلة يقدمها الينا من دون مقابل مادي.
ويُحَب المنصت لقلة أخطاء لسانه.. فمقارنة بعشاق التحدّث فانه أقل عرضة لزلة اللسانواقل تصادما معهم سواء في النقاشات او المشادات الكلامية وغيرها. المنصت يفضل حبس لسانه ويرسل أذنيه الى عالم المتحدثين الصاخب.

المنصت لا يُعرف من بين الحضور الا عندما تكتشفه أعين المتحدثين وهو منزوي في هدوء وترقب فتتابعه بحرص، علما بأنه لم ينطق ببنت شفة.وذلك دليل على ان المنصت شخصية لا تقل اهمية في المجالس عن كثيري الأسئلة والمتحدثين، فانصاته يشعرهم بالقبول والمتابعة، كيف ترى مجلسا تتحدّث فيه ولا أحد ينصت اليك؟
ويزود الانصات المنصت بمعلومات كثيرة، فكلما زاد انصاته زادت معلوماته وبالتالي حاجة الناس اليه والأنس بوجوده، كما يندر ان يجابه دخول المنصت الى مجلس ما بالاشمئزاز او التأفف فهو يحمل رصيدا يكاد يكون خاليا من الصدامات او الأحقاد في المجالس التي يذهب اليها ،لقلة حديثه، وصدق القائل: لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك.
والمنصت ليس كما يتصوره البعض قليل الأصحاب، فهو معروف بانصاته لكل ما تأتي به ألسنة جلساته، ويكفيه ذلك فخرا.
ومن أهم اسباب مشاكل الناس هي عدم احسان الانصات اليهم. فكم من موضوع أسيء فهمه سواء كان مع أسرنا ،أصدقائنا، زملائنا ،في العمل... وأدى الى قطيعة او خلاف بدأ صغيرا ثم أصبح كبيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق