الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقه: قصة فيها عبرة

يحكى ان رجل عجوز جلس ذات يوم على ضفة نهر، وراح يتأمل في الجمال المحيط به ويتمتم بكلمات. لمح عقربا وقد وقع في الماء، واخذ يتخبّط محاولا ان ينقذ نفسه من الغرق؟! قرّر الرجل ان ينقذه، مدّ له يده فلسعه العقرب. سحب الرجل يده صارخا من شدة الألم. ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه. فلسعه العقرب. سحب يده صارخا من شدة الألم، وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة. وعلى مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما حدث. فصرخ الرجل: ايها الحكيم لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية. وها أنت تحاول انقاذه للمرة الثالثة؟!

لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل، وظل يحاول حتى نجح في انقاذ العقرب.. ثم مشى باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلا: يا بني ..من طبع العقرب ان يلسع ومن طبعي ان أحب وأعطف، فلماذا تريدني ان اسمح لطبعه ان يتغلب على طبعي.
فنصيحتي: عامل الناس بطبعك لا باطباعهم مهما كانوا ومهما تعدّدت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان، ولا تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي، طالبة منك ان تترك صفاتك الحسنة، لأن الطرف الآخر لا يستحق تصرفاتك النبيلة..
من منا لم يخطى عليه احد...؟ من منا لم يناله الأذى ممن حوله...؟
ولكن هل نرد الاساءة بالاساءة...؟ وهل نعامل الناس كما يعاملوننا..؟
يجب على كل امرؤ منا ان يوطن نفسه على ان يعامل الآخرين بأخلاقه وليس بأخلاقهم.. فان أساؤوا لك فأحسن وان احسنوا فزد بالاحسان.. ولا ترد الاساءة بالاساءة لأنك بذلك تتخلق بأخلاقهم وتصبح واحد منهم. وأعلم انه بمعاملتك لهم بأخلاقك لا بأخلاقهم سوف تصفي نفوسهم.. وترجع لهم صوابهم وتعيد لهم فرصة الفكير بأخلاقهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق