الخميس، 20 يونيو 2013

صديق المراهق

تجتاح المراهقة الفتيان كعاصفة من التحولات الجسدية والنفسية والعقلية، وينعكس ذلك بشكل مباشر على الوضع الاجتماعي للمراهق. فهو أميَل الآن الى الاستقلال عن الأهل، وتأكيد شخصيته الفردية، فيسعى الى التخلّي عن الأصدقاء الذين ارتبط بهم بحكم القرابة أو الجيرة في مراحل طفولته الأولى. ويستبدل بهم اصدقاء من محيط المدرسة ممن ينسجم معهم في ميوله ومواهبه وأفكاره وتطلّعاته. وقد يحدث ان يتّخذ المراهق صديقا له بدافع من جاذبية الاختلاف، فتلتقي هنا الأمزجة والطباع المتناقضة لتسُد فراغا أو تعوّض عن نقص، يشعره أحد الصديقين تجاه الآخر.

الصداقة الحقيقية ضرورية للمراهق لأنها تلبّي تطلّبا نفسيا واجتماعيا لديه، فاذا كان الصديق طيّبا فسيشكل قوة للمراهق وبهجة وأًنسا، واذا حدث ورافق المراهق شخصا سيئا فقد يقوده الى اسوأ الأمور.
ومن هنا تنبع الحاجة الى رقابة الأهل غير المباشرة لأصدقاء ابنائهم فاذا كانوا غير مطمئنّين لسلوك هؤلاء الأصدقاء، فينبغي تنبيه ابنائهم الى ذلك من دون اشعارهم بأنهم يتدخّلون في شؤون حياتهم الخاصة.
 وقلق الأهل المبالغ فيه، في هذا المجال، قد يؤدي الى نتائج عكسية، فقد ينحاز المراهق الى الصديق الذي ينهاه عنه الأهل اذا شعر أنهم يظلمون هذا الصديق. لذلك ينبغي ان تكون نصيحة الأهل مرفقة بأمثلة واضحة وأكيدة. المراهقة كما ذكرنا، مرحلة نموّ عاصفة، ولها أبعد الأثر في تحديد مستقبل الانسان، ويحتاج المراهق فيها الى الكثير من المساعدة والعناية لكي يتجاوز محيطها المتلاطم الأمواج الى شاطئ الأمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق