الخميس، 27 يونيو 2013

ما الذي يجعل التفاهم بين اثنين سليم

يتفاهم الناس بالكلمات، ولكن الكلمات التي يستعينون بها على التفاهم، هي عينها التي توقعهم في سوء التفاهم. فكم من كلمة تتلفّظون بها، فتؤدي للسامعين بعض ما حمّلتموها من معان ومقاصد، لا كلّها، واحيانا فوق ما حمّلتموها، أو عكس ما حمّلتموها من المقاصد والمعاني.
فالتفاهم عملية روحية تتم في القلب، لا عملية رياضية تتم في الدماغ، افما قيل:
"انه من فضلة القلب يتكلم اللسان"؟. الا ترون الى التفاهم، ما أسله بينكم وبين انسان يحبّكم وتحبونه، حتى وان كنتم واياه على خلاف في مدلول هذه الكلمة أو تلك؟ أو ما ترون الى التفاهم، ما أصعبه، بينكم وبين من تكرهون، حتى وان كنتم واياه على وفاق تام، فيما يختص بمعاني الكلمات وألوفها؟   
انما المحبة مفتاح به تدخلون قلوب الناس، وبه يدخل الناس قلوبكم. ومتى انفتحت لكم قلوب الناس، وانفتحت قلوبكم للناس، عشتم وايّاهم في تفاهم دائم. وما دامت قلوبكم مغلقة دونهم، بقيتم وايّاهم في سوء تفاهم أبديّ.
اذاً فالتفاهم لا يقوم على معرفة اللغة وأصولها لا غير، بل لا بدّ له من قلب منفتح ومحبّ، وكونوا على يقين أن عالم المحبّين عالم تفاهم وسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق