الاثنين، 1 يوليو 2013

مناجاة أم: (لسان حال الأم جوجو لولديها)

يا من على قلب أمكم ضنين...لمَ الجفا والفؤاد يغمره الحنين...
والحنين يا ولديّ  شوق لا يهدأ ولا يستكين...والشوق عذاب يعتريه الألم والأنين...
والأنين ضنا وقساوة ونحر مبين...والضنا يا ضناي كالليث المذبوح داخل العرين...
  *   *   *
لمَ يا من على قلب أمكما  بخيلين...تبعدان الوصال دون عذر أو تعليل...
أتعتقدان بأنني باقية لأمد طويل...فالعمر نسمة يا ولديّ فدعا النسمة تنسم حبكما العليل...
مهما كانت أيامي مليئة بمتاع الدنيا فلا متعة عن رؤيتكما بديل...

                     *   *   *
ألا تعلمان يا ولديّ بوصلكما تكونا كريمين والكرم ضياء...لقلب أُم تطلب ودّكما والودّ فيه جود وسخاء...
وبعادكما عني ولو ليوم واحد يصيبني بالأسى والبلاء...فلا تقسوا ولا تنأيا فالنوى لفؤادي أخطر داء...
ورؤيتي لعينيكما بلسم  ولروحي الدواء...يكفيني منكما نظرة لتمنح حياتي دفعا وبقاء...
ولروحي العطشى كما الزهرة حاجتها قطرة ماء...
                  *   *   *
يا ولديّ لا تقسوَا فأنتما لستما أي انسان أنتما ولداي...أنتما نخلة ساكنة في روحي فهل تهجر الأم عطر السكن...
لم تزل أولى خطواتكما أمام ناظري فيها الطيب وزهر السوسن...كل خطوة فيها عمري كوريدي لنبض الزمن..
حبكما يا ولديّ ليس حباً عابراً بل هو حبّ الانسان المدمن...وبعادكما يا قرة العين همٌّ وغمٌّ والآلام توجعني...
دعاني أراكما ولو لثوان حتى لو واريتني الثرى وأنا بثوب الكفن...أسمع حسرة الآه في عبراتكما وأراكما في دموع العين...
أرأيتما يا ولديّ مدى حبي لكما يا كل عمري..ومدى شوقي ولهفتي عليكما طالما في شراييني دم يجري ...
وكيف أنتما ملهمي في كلماتكما وفي نثري وشعري...و تحسست بكل كلمة أكتبها مساحتها كمساحة البحر...
وأيّ بحر بل أعمق طالما الوجود موجود أبديٌّ كالدهر...هل رأيتما يا ولديّ أماً مثل امكما بين كافة البشر...
تناجي ولديها بمناجاة رقيقة لتنال منهما المطر...وبكلمات كنسيمات ناعمة كرحيق العطر...
وأبيات شعر أقولها من القلب لتدخل قلبكما على الأثر...وحروف أنسقها لمن هو كل اعتزازي وفخري...
واعتزازي بكما يا ولديّ شعارات ملء السمع والبصر...
يا ولديّ لو تركت العنان ليراعي لملأت صفحات من الأسطر...يكفي ان تعلما أن حبّ الأم لأولادها هبة من الخالق...من القدر!!!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق