الخميس، 18 يوليو 2013

تنازلات أكبر... أثمان مغرية!!

شريعة المادة  في هذا الزمان، حوّلت الانسان الى سلعة، وجعلت له تسعيرة، وقدّرته بثمن. وهذه التسعيرة لا تقدّر بحجم المؤهلات والثقافات والمواهب التي يمتلكها، بل هي تسعيرة تُقدّر اليوم بحجم التنازلات المقدمة، وكلما كانت هذه التنازلات أكبر وأعظم، ارتفعت تسعيرتها وغلت أثمانها. وللتنازلات أنواع وأشكال كثيرة، فمنها العقلي والذهني، حين يبيع الانسان نتاج عقله وعلمه وخبراته وأبحاثه، من أجل حاجة قد تقضى مؤقتا، وما تلبث أن تعود لتتطلّب منه تنازلا أكبر وأعمق، ومنها الجسدي، حين يبيع الانسان لحمه وشرفه وكرامته، من أجل ثراء أو شهرة أو منصب، وكل هذا من أجل مجد زائف، وصورة اجتماعية بالية.

والسكوت عن هذا الأمر، قد يمنح الكثيرين ذريعة الامتثال الى هذا الواقع البغيض، بحجة أن ظروف الحياة الصعبة، قادرة على قلب المعايير، وتغيير المبادئ.
وتتحمّل المرأة الجميلة الناجحة والحرّة في الوطن العربي على وجه الخصوص، وزر التنازلات التي تقدمها بعض بنات جنسها وتبعاتها، فتصبح هي الأخرى في نظر تجار البشر وأصحاب الأموال مشروع تنازل، ويُلمّح لها بصفقة البيع والشراء، للانقضاض عليها. وعلى الرغم من أن المرأة الحرّة، قادرة على افشال تلك الصفقات، وتقزيم أصحابها وردعهم، وردّهم خائبين، الا أن هذا الأمر يغضبها، ويؤثر فيها معنويا، خصوصا عندما تشعر بأن هناك انسانا لمجرّد أنه يملك المال، يظن أنه قادر على شراء من لا يُقدّر بأثمان، وكل ذلك بسبب من اتخذن قرارات بيع أنفسهن، فبخست أثمانهن وربحن الرخيص!!
اجد نفسي هنا عاجزة عن تقديم الحلول السحرية في كلمات، ولكن، كل ما أتمناه ، هو أن يكون لنا يد طولى في احداث التغيير، وكل ما أستطيع قوله هو أن الغد... يحوّل اليوم الى أمس... ويؤسس الى بعد غد يشبهه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق