الى الأبد

أنا لم أحبك بالأمس، لأن الأمس قد فات، وأنا لن أحبك اليوم لأن اليوم أيضا سينتهي، لكنني سأحبك يوم غد لأن الأيام القادمة لن تنتهي.

الحرية

انني أرى الحرية فرصة لحياة أفضل، هي توافر الفرص لعملية الانتقاء التي تساعد في الارتقاء بالحياة، هي الحق في الاختيار، في الحقوق، في الوجود، في الرأي والتعبير، في اعتناق الآراء،...

فهل نتمتع بهذه الحرية؟؟؟؟

من تحب

عندما تحب من لا يحبك فاعلم أنك عاشق للعذاب، وعندما لا تحب من يحبك فاعلم أنك عاشق للندم، وعندما تحب من يحبك فاعلم أنك ستعشق الحياة.

الخدمة الاجتماعية وربطها بالمناهج المدرسية

من المهم ربط الخدمة الاجتماعية بالمناهج المدرسية لأنه برأيي تساعد التلميذ في بناء شخصيته بمختلف أبعادها لجهة:

 تطوير طاقاته الفكرية والاجتماعية وتوجيهها نحو غايات بنّاءة.

تعزيز مشاركته الفعّالة في تنمية مجتمعه ومحيطه وفاقا لقدراته وامكانياته وميوله.

تشجيعه لينشط في حياته كفرد وكعضو في الجماعة وللعمل التعاوني والتكاملي مع سائر أفراد المجتمع .

تزويده بالمعلومات والمعارف الصحيحة والواقعية عن المجتمع الذي يعيش فيه وتفهّم مسؤوليته ودوره كمواطن.

دور الاعلام في نشر ثقافة التنمية أو اعاقتها

ماذا تفعل الميديا في وقائع هذه الحياة وهي التي صارت المحرّك لأن تكون صانع القرارات الاستراتيجية باتجاه اعادة صناعة الرأي العام وبناء المجتمعات؟

اننا نعيش في الزمن الذهبي للتسويق السياسي، للتسويق الاعلاني، لاحداث انقلابات في المفاهيم في احداث ثقوب بالذاكرة، لكن ورغم كل ما نملك من تقنيات وعلوم الاعلام اذا صح التعبير، فاننا لم نوظف ذلك في امكانية احاث وعي تنموي.

الشرود الذهني

كثير من الناس يشكون من الشرود الذهني أثناء تفكيرهم، مع أنهم يدّعون مجاهدة أنفسهم للظفر بنسبة من التركيز تمكنهم من انهاء عملية التفكير بسرعة قبل أن يفترس الشرود بنات أفكارهم!!

فما هو التركيز؟؟ وكيف نظفر به؟؟ لا يعني التركيز، كما هو شائع، أن يبقى العقل عاكفا على قضية واحدة، أو حول فكرة واحدة، أو في مكان واحد، وانما يعني تناول مشكلة أو موضوع باستمرار ووضعه نصب عيني الشخص حتى يتم التوصل الى نتائج معينة، ويرجع أغلب التشتت الذهني الى عدم الاقتناع بأهمية ما نفكر به، أو الى أن هناك ما هو أهم منه. لذا اذا اهتمينا بأمر ما وعملنا على علاجه دون اعطاء الأولوية لأمر آخر قلّت نسبة الاصابة بالشرود الذهني.

الكمال

تسألني متى يصير الانسان كاملا: فاسمع جوابي...

يسير الانسان نحو الكمال عندما يشعر بأنه هو الفضاء ولا حوله، وهو زهو البحر بدون شواطئ، وأنه النار المتأججة دائما، والنور الساطع ابدا، والرياح اذا هبّت أو اذا سكنت، والسحب اذا برقت وأرعدت وأمطرت، والجداول اذا ترنّمت أو ناحت، والأشجار اذا تعالت والأودية اذا انخفضت، والحقول اذا أخصبت...وعليه ان يشعر بأنه الطفل المتكل على أمه، والشيخ المسؤول عن عياله، والشاب الضائع بين أمانيه وغرامه، والكهل الذي يصارع ماضيه ومستقبله، والعابد في صومعته، والمجرم في سجنه، والعالم بين كتبه وأوراقه، والجاهل، والراهبة، والفقير، والغني، والشاعر،.....

اذا استطاع الانسان ان يختبر ويعلم جميع هذه الأمور يصل الى الكمال ويصير ظلا من ظلال الله.

الانكسار

يوجد الكثيرون ينتظرونك حتى تنكسر، وعندما تضحك في وجوههم في لحظة الانكسار ترى عيونهم تبكي حقدا على ابتسامتك، فلا تبكي الا على من يستحق دموعك، وتأكد ان من يستحقها لن يجعلك تبكي أبدا ؟؟؟...

عبَر

من اثنين انزعاجك: من عادتك ولسانك.

من اثنين تكرم أو تهان: من علمك وعملك.

على اثنين اعتمادك: على الله وذاتك.

بين اثنين تكون غايتك: بين الحب والبغض.

الى اثنين ترفع امرك: الى الله وذاتك.

بين اثنين انت سائر: بين الماضي والمستقبل وبين الموت والحياة.

القوة

ليست القوة في: رفع الصوت، احراج شخص أمام الناس، المخاصمة وكثرة العتاب، والاستعلاء على شخص لأنك تعتبره أقل شأنا.

انما القوة في: القدرة على المناقشة بهدوء، احترام شعور الآخرين، العفو وسماحة القلب واللسان، والتواضع.

اقبل الحياة كما هي

حال الدنيا منغصة اللذات، كثيرة التبعات، كثيرة التلوّن، مزجت بالكدر، وخلطت بالنكد، وأنت منها في كبد. ولن تجد والدا أو زوجة أو صديقا أو نبيلا ولا مسكنا، ولا وظيفة الا وفيه ما يكدّر، وعنده ما يسوء أحيانا، فاطفئ حر شرّه ببرد خيره، لتنجو رأسا برأس، والجروح قصاص. أراد الله لهذه الدنيا ان تكون جامعة للضدين والنوعين والفريقين والرأيين خير وشر، صلاح وفساد، سرور وحزن،...

فعش واقعك ولا تسرح مع الخيال، وحلّق في عالم المثاليات، اقبل دنياك كما هي، وطوّع نفسك لمعايشتها ومواطنتها، فسوف لا يصفو لك فيها صاحب ولا يكمل لك فيها أمر، لأن الصفو والكمال والتمام ليس من شأنها ولا من صفاتها.

الحسد

الحسد كالأكلة الملحة تنخر العظم نخرا. ان الحسد مرض مزمن يعيث في الجسم فسادا، وقد قيل: لا راحة لحسود فهو ظالم في ثوب مظلوم، وعدو في جلباب صديق. ان الحاسد يشعل فرنا ساخنا، ثم يقتحم فيه. التنغيص والكدر والهم الحاضر أمراض يولّدها الحسد، لتقضي على الراحة والحياة الطيبة الجميلة.

اجن العسل ولا تكسر الخلية

الرفق ما كان في شيئ الا زانه، وما نزع من شيئ الا شانه. اللين في الخطاب، البسمة الرائقة على المحيا، الكلمة الطيبة عند اللقاء، هذه حلل منسوجة يرتديها السعدان وهي صفات الذكي كالنحلة تأكل طيبا وتصنع طيبا واذا وقعت على زهرة لا تكسرها، لأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. ان من الناس من تشرئب لقدومهم الأعناق، وتشخص الى طلعاتهم الأبصار، وتحييهم الأفئدة وتشيّعهم الأرواح، لأنهم محبوبون في كلامهم في أخذهم وعطائهم، في بيعهم وشرائهم، في لقائهم ووداعهم.

أصنع من الليمون شراباً حلواً

الذكي الأريب يحوّل الخسائر الى أرباح، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين. اذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها، واذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف اليه حفنة من سُكّر، واذا أهدى لك ثعباناً فخذ جلده الثمين واترك باقيه، واذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واق ومناعة حصينة ضد سم الحيات. نصيحتي لك أن تتكيّف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهرا ووردا وياسمينا.

وقد قرأت سابقا أن فرنسا قبل ثورتها العارمة، سجنت شاعرين مجيدين: متفائلا ومتشائما، فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن، فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك، وأما المتشائم فنظر الى الطين في الشارع المجاور فبكى. أنظر الى الوجه الآخر للمأساة، لأن الشر المحض ليس موجودا، بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر.

انّ مع العسر يسراً

يا انسان بعد الجوع شبع، وبعد الظمأ ري، وبعد السهر نوم، وبعد المرض عافية، سوف يصل الغائب، ويهتدي الضال، وينقشع الظلام. بشّر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال، ومسارب الأودية، بشّر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء، ولمح البصر، بشّر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.

اذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد، فاعلم أن وراءها رياضا خضراء، اذا رأيت الحبل يشتد فاعلم أنه سوف ينقطع، مع الدمعة بسمة ومع الخوف أمن ومع الفزع سكينة. ان عبيد ساعاتهم الراهنة لا يرون الا النكد والضيق والتعاسة، لأنهم لا ينظرون الا الى جدار الغرفة وباب الدار فحسب، ألا فليمدوا أبصارهم  وراء الحجب وليطلقوا أعنّة أفكارهم الى ما وراء الأسوار.

قضاء وقدر

لن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك، وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر، جفّ القلم بما أنت لاق، فلا تذهب نفسك حسرات، لا تظن أنه كان بوسعك ايقاف الجدار أن ينهار، وحبس الماء أن ينسكب، ومنع الريح أن تهب، وحفظ الزجاج أن ينكسر، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك، وسوف يقع المقدور، وينفذ القضاء، ويحل المكتوب. اذاً فليهدأ بالك اذا فعلت الأسباب وبذلت الحيل، ثم وقع ما كنت تحذر، فهذا هو الذي ينبغي أن يقع، ولا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قُل قدّر الله وما شاء فعل.

أطرد الفراغ بالعمل

ان الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج، ونصيحتي لك ولنفسي أن نقوم بأعمال مثمرة بدلا من هذا الاسترخاء القاتل، لأنه وأد خفي وانتحار بكبسول مسكّن. وممكن أن أقارن هذا بالتعذيب البطئ الذي يُمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة، وفي انتظار هذه القطرات يُصاب السجين بالجنون. اذاً قم، الآن، واذبح الفراغ بسكين العمل، طالع أو أكتب أو رتّب مكتبك أو أصلح بيتك أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ، واني لك من الناصحين.

لا تكن أمعة

لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذب في الآخرين، ان هذا هو العذاب الدائم، وكثيرهم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم  وحركاتهم وكلامهم ومواهبهم وظروفهم، لينصهروا في شخصيات الآخرين، فان هذا هو الاعدام للذّات وللكيان.

من آدم الى آخر الخليفة لم يتفق اثنان في صورة واحدة، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق؟! أنت شيئ آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال، ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه، فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان.

الاحسان الى الغير انشراح للصدر

الجميل كاسمه، والمعروف كرسمه، والخير كطعمه، أول المستفيدين من اسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الاسعاد، يجنون ثمرته عاجلا في نفوسهم، وأخلاقهم، وضمائرهم، فيجدون الانشراح والانبساط والهدوء والسكينة.

الأصدقاء

ان اكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الأبرار، فهم محفوفون دائما وأبدا بهالة من الناس، ان حضروا فالبشر والأنس، وان غابوا فالسؤال والدعاء. ان هؤلاء الأصدقاء لهم دستور اخلاق، فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهم الجيّاشة، وحلمهم الدافئ، وصفحهم البرئ، يتناسون الاساءة، ويحفظون الاحسان، تمر بهم الكلمات النابية فلا تلج آذانهم، بل تذهب بعيدا هناك الى غير رجعة. هم في راحة، والناس منهم في أمن.

حزني انا

هل سمعتم يوما: بالحزن الراقي، ذاك الحزن الذي يحرق العيون، دون دموع، ويسكن في أيسر الصدر...لا أحد يعلم به لأن صاحبه لا يشكيه..ولا يبكيه..بل يتعايش معه... وفيه

الفرق بين "هو" و "هي"

هي: تضع مولودها، وبعد أسبوع تجدها واقفة، وهي تحمل رضيعها بيد وباليد الأخرى تقلّب الطبخة وفي الوقت نفسه تعتني بأطفالها الآخرين تهيئهم للمدرسة، ترتب المنزل...

هو: عند أول عطسة تبدأ نزلة برد عارضة، تجده وقد لبسه الاكتئاب فيمتنع عن مزاولة أي نشاط ويأخذ اجازة مفتوحة عن عمله..

هي: تتابع برنامجا في التلفزيون بينما تتصفح مجلة وتحل واجب الحساب مع ولدها وتناقش زوجها في موضوع وتؤنب ابنتها المراهقة على طوالة لسانها، فيما تتابع كل ما سبق بنفس التركيز.

هو: يريد أن يقرأ خبرا اعلانيا في جريدة، فيصرخ: (اسكتوا خلوني أركز).

لا تنخدعين

شاب يجري خلف فتاة، فألتفتت له وسألته عن السبب، قال الشاب: لقد رأيت فيك جمال وروعة، وأنوثة جذابة، وعقل متزن، وثقل طبيعي، وذكاء... لقد أحببتك... فأبتسمت وقالت له: أنظر خلفك، صديقتي موجودة، انها أفضل مني بكل شيء.. فألتفت ولم يجد أحد، فسألها: أين هي؟! لا يوجد أحد؟... فأبتسمت وقالت: لو كنت أحببتني لما التفت.. تبحث عن غيري..

يومَك يومَك

اذا أصبحت فلا تنتظر المساء، فلا امس الذي ذهب بخيره وشرّه، ولا الغد الذي لم يأت الى الآن. اليوم الذي أظلتك شمسه، وأدركك نهاره هو يومك. عش هذا اليوم فرحا وارضَ برزقك، بأطفالك، بزوجتك، بوظيفتك، ببيتك، بعلمك، بمستواك، تعش اليوم بلا حزن ولا انزعاج.

انك لو صدقت مع نفسك بارادة فولاذية صارمة لأخضعتها لنظرية: لن أعيش الا هذا اليوم. لليوم فقط سأعيش فيا ماض ذهب وانتهى أُغرب كشمسك ولن تعود الينا أبد الآبدين. ويا مستقبل انت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ولن أتعجّل ميلاد مفقود.

يومك يومك أيها الانسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حُللها.

أترك المستقبل حتى يأتي

لا تستبق الأحداث، اتريد اجهاض الحمل قبل اتمامه، وقطف الثمرة قبل النضج؟ انّ غداً مفقود لا حقيقة له،ليس له وجود، ولا طعم، ولا لون، فلماذا نشغل أنفسنا به، ونتوجس من مصائبه،ونهتم لحوادثه؟ نتوقع كوارثه، ولا ندري هل يُحال بيننا وبينه، أو نلقاه، فاذا هو سرور وحبور،المهم انه في عالم الغيب لم يصل الى الأرض بعد، ان علينا ألا نعبر جسراً حتى نأتيه، ومن يدري؟ لعلّنا نقف قبل وصول الجسر، أو لعلّ الجسر ينهار قبل وصولنا وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.